قد تكون سمعت بعبارة "الأغذية الفائقة" على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن ما هي تلك الأغذية، وما الدور الذي تقوم به، وكيف يمكن إدخالها إلى نظامك الغذائي؟
ما هي الأغذية الفائقة؟
هل هي تقوم بأعمال خارقة للطبيعة مثلاً؟ بالطبع لا (لكان ذلك رائعاً) ليس هناك تعريف محدد أو طريقة اختبار تجعل طعام ما "فائقاً"، لكن كل ما في الأمر هو أنه مصطلح حديث تصنف به الأطعمة عالية القيمة الغذائية، والمفيدة للصحة.
نحن نتحدث عنا خيارات الأنظمة الغذائية اليومية التي تقوم في الأساس على النباتات مثل السبانخ، والتوت الأزرق، والمكسرات، والبقوليات، والأفوكادو، والبطاطا الحلوة، وهذه فقط أمثلة قليلة. ويمكن أيضاً أن يشمل ذلك الأسماك مثل السالمون، والبيض، وبعض منتجات الألبان مثل الكفير – وهو مشروب فطري من حليب الأبقار أو الماعز.
ومن السهل للغاية تناول شطيرة، أو الشوكولاتة في فترة بعد الظهيرة، أو تناول أحد الأطعمة السريعة، لكن يبقى الحصول على أحد الأغذية الفائقة هو أسهل طريقة لرفع قيمة نظام 5 في اليوم (تناول خمس حصص من الخضر والفواكه يوياً) لمد الجسم بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها ليؤدي وظائفه ويشعرك بالصحة.
أليست الأغذية الفائقة مجرد موضة؟
إطلاقاً، لكن مصطلح "الأغذية الفائقة" يستخدم بشكل شائع في مجال التسويق والوسائل الإعلامية لوصف الطعام المغذي والصحي الذي يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات. فكم من مرة كنت تتجول في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وصادفت المشروبات المخفوقة التي تضم العديد من الأغذية الفائقة التي يكون وقع أسمائها غريب بالنسبة لك؟ فرغم أن بعض المكملات الغذائية المسحوقة مثل السبيروليبنا أو الماكا تعد وسيلة جيدة لإدخال قيمة غذائية عالية لوجباتك، إلا أنها ليست الطرق الأساسية للحصول على "طعامك الفائق".
ومن الضروري أن تتذكر لا تحتاج للاعتماد على واحد أو اثنين من الأنظمة الغذائية السريعة لتنعم بالصحة وتكون في أفضل حالاتك، في حين أن كل ما يحتاجه الأمر هو إضافة طعام غني بالعناصر الغذائية لنظامك الغذائي اليومي.
ما هي الأنواع المختلفة من الأغذية الفائقة؟
تتنوع أشكال وأحجام وأنواع الأغذية الفائقة من الفواكه والخضروات. إليك الخلاصة عن بعض الأغذية الفائقة المفضلة:
الخضروات الداكنة الورقية
ومنها الكرنب والسبانخ وحتى البروكلي لأنها تحتوي علة فيتامينات A و C وK
التوت
وتشمل الفراولة والتوت الأزرق والتوت البري التي تحتوي على فيتامين C والألياف وفيتامين K
البيض
يمكنك عمل وجبة فطور غداء أو عشاء سريعة تحتوي على الحديد والأحماض الأمينية وفيتامين A و B.
البقوليات
وتعد تلك الحبوب الصغيرة المذهلة مصادر رائعة للألياف وأنواع فيتامين B. ويمكن إضافة الحمص أو العدس أو الفاصوليا أو البازلاء أو حتى الفول السوداني لنظامك للاستفادة من فوائدها.
المكسرات والبذور
والقائمة لا تنتهي، لكن حفنة من اللوز، الجوز، وبذور اليقطين يمكن أن تحتوي على ما يقرب من 13 غرام من البروتين، وتساعد على تنظيم معدل السكر في الدم.
الزنجبيل والكركم
وليس أكثر ما يميز هذه التوابل هو ألوانها الساطعة أو طعمها القوي، فالزنجبيل يحتوي على البوتاسيوم، بينما يحتوي الكركم على نسبة عالية من الحديد.
الأفوكادو
ويستخدم الآن بشكل أكثر شيوعاُ من ذي قبل، ولا نعلم السبب وراء ذلك. وتحتوي حبة واحدة من الأفوكادو على حمض الفوليك، وأحماض أوميغا 3، والألياف، والماغنيسيوم وفيتامينات A وC وD وE وK.
السالمون
ولأن السالمون على كمية كبيرة من أحماض أوميغا 3، فهو مفيد لصحة العين والمخ والقلب. كما يحتوي أيضاً على أنواع فيتامين B.
البطاطا
وسواء تناولتها مطهوة على البخار أو مطهوة في الفرن، أو مهروسة – تعد البطاطا الحلوة مصدراً رائعة لإدخال فيتامين A على نظامك الغذائي.
بذر الكتان
والذي يسمى بمخزن العناصر الغذائية، حيث يحتوي على الألياف وأحماض أوميغا 3، وأنواع فيتامين B. وبإضافة بضع حفنات بشكل يومي إلى العصيدة أو المشروب المخفوق، أو اليخنة، يعد طريقة سهلة لإثراء وجبتك بالفيتامينات والمعادن.
لماذا نحتاج إلى الأغذية الفائقة؟
إن اتباع نظام غذائي غير صحي يشمل الأطعمة المصنعة، والسكريات والدهون المشبعة يمكن أن يجعلك تشعر بأنك لست في أفضل حالاتك، ويسبب الشعور بالخمول والإرهاق والافتقار إلى التحفيز. ولذلك، فاتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، مع إضافة الأطعمة الصحية والغنية بالعناصر الغذائية إليه، يعد سبيلك للحصول على الطاقة والاستمتاع بشعور بالصحة الجيدة. فأنت لا تتوقع أن تستمتع بهذا الشعور، بينما تتناول كميات كبيرة من الأطعمة السريعة.
ويتمحور الأمر حول التوازن، حيث أن إضافة كل طعام فائق إلى نظامك الغذائي في يوم، أو حتى أسبوع واحد، قد يعني أنك تقع في العقبة الأولى. ابدأ بتغيير واحد، مثل إضافة التوت الأزرق إلى عصيدتك المفضلة، ثم ابدأ في إضافة المزيد.
كيف يمكنك إدخالها لنظامك الغذائي؟
إذا كنت تواجه صعوبة في إدخال الأطعمة النباتية إلى نظامك الغذائي، جرب الاستعانة ببدائل مفيدة لتساعد نفسك على تقبلها، كأن تخفق بعض من الموز المجمد مع بعض مكعبات الشوكولاتة الداكنة كبديل صحي للآيس كريم.
وإليك بعض الحيل الأخرى لإدخال الأطعمة المغذية لنظامك الغذائي:
أضف التوت أو المكسرات أو البذور إلى العصائر
- ضعي شرائح الحساء والحمص بالعدس أو الحمص أو الفاصولياء
- امنح اللحم خالي يوم الاثنين من خلال تناول برغر الفطر
- يرش الجوز واللوز المطحون على العصيدة
- أضف مسحوق الماكا إلى المخبوزات المعدة منزلياً للحصول على نكهة حلوة خفية
- استبدل الشوكولاتة والوجبات الخفيفة المقرمشة بعصي الخضار النيئة وغمس الأفوكادو
- استبدل بياض البيض بالأفوكادو أو الموز في موص الشوكولاتة
- استبدل قطعة من شوكولاتة الحليب ببضعة مربعات من الشوكولاتة الداكنة - سترضي رغبتك، حيث يحتوي الكاكاو الخام على الحديد والزنك والمغنيسيوم
وعند دمجها مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن، فإن إضافة بعض هذه الأطعمة الرائعة إلى نظامك الغذائي اليومي يمكن أن يفيد العديد من الجوانب المختلفة لصحتك.
كيف يمكنك اتباع نظام غذائي متوازن كل يوم؟
تقول أخصائية التغذية لدى بوتس فيكي بينينغتون أن "الطعام الجيد يقوم على تناول الأطعمة الإيجابية، ومعرفة الآثار المفيدة التي تعزز به بعض الأطعمة اليومية المحددة صحتك. ونعلم جميعاً أن تناول مزيد من الخضروات والفواكه هو ثاني أفضل الطرق للحد من احتمالات التعرض للسرطان، بعد عدم التدخين. ومازال الباحثون يكتشفون المزيد عن المغذيات النباتية الموجودة في الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والأعشاب. فهذه المغذيات النباتية القوية ترتبط بشكل إيجابي بصحتنا."
إن جميع الأطعمة المغذية هي أطعمة فائقة، فابدأ بإضافة بعض منها إلى نظامك الغذائي، وتمتع بالنتائج.