إن التفاعلات الأرجية (الحساسية) هي رد فعل الجهاز المناعي لمحاربة مادة معيّنة. تعد هذه المواد مثل غبار الطلع، وشعر الحيوانات الأليفة، وعث الغبار، ونوع محدد من الطعام، والمواد المطاطية، غير مضرة بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعانون من الحساسية تجاه هذه العوامل.
تعتبر التفاعلات الأرجية شائعة. فسيختبر حوالى واحد من بين أربعة منّا رد فعل تحسسي في فترة معيّنة من حياته. فهذه التفاعلات شائعة عند الأطفال. في بعض الحالات، تنمو هذه التفاعلات لدى الأشخاص مع تقدّمهم في العمر، بينما البعض الآخر يعاني منها طيلة حياتهم.
بما أن التفاعلات الأرجية مزعجة ويمكن أن تؤثر على حياتنا اليومية، تم تصنيف أغلبيتها على أنها حميدة ويمكن السيطرة عليها من خلال اتخاذ تدابير سهلة. إلا أن بعض الأشخاص يعانون من تفاعلات أرجية خطيرة قد تهدد حياتهم إذا لم يتم معالجتها على الفور.
السيطرة على التفاعلات الأرجية الخطيرة
تعرف التفاعلات الأرجية "بالتأق" أو "بالصدمة التأقية". ويعد كل منها حالة طارئة إذ أنها قد تكون خطيرة جدًّا أو مميتة إذا لم يتم معالجتها على الفور.
تشمل أعراض الصدمة التأقية التالي:
- الشعور بالدوار أو بالإغماء، أو الشعور بالانخماض وفقدان الوعي
- صعوبة في التنفس (تنفّس سريع أو تنفس ضحل، أو صفير عند التنفس)
- تسارع في نبضات القلب
- تعرّق الجلد
- الشعور بالقلق، أو بالاضطراب أو بالارتباك
- ظهور أعراض أخرى للحساسية (مثل الطفح الجلدي، الانتفاخ، الشعور بالمرض أو الغثيان)
في حال كان الشخص الذي يعاني من الحساسية يخضع للحقن الذاتي من الأدرينالين، عليه اتباع الإرشادات المكتوبة على جانب الجهاز قبل الحقن. يرجى الاتصال على 999 وطلب سيارة إسعاف على الفور، وإخبار العامل أنه قد يكون المريض مصاب بالتأق.
وحتى لو بدت التفاعلات على وشك الاختفاء بعد اتخاذ الحقنة، يفضّل متابعة طلب الطوارئ لأنها قد تعود بمجرّد انتهاء مفعول الحقنة.
في حال كنت قادرًا على إنقاذهم من مسبب الحساسية (مثل إنقاذهم من وجود نحلة، أو لدغة دبّور ظاهرة على الجلد)، يرجى إزالتهم بحذر. اطلب من المريض أن يستلقي، واطلب من المرأة الحامل أن تستلقي على الجانب الأيسر. إذا كان المريض يشعر بصعوبة في التنفس، يجب أن يجلس لتسهيل عملية التنفس لديه. أمّا إذا كان المريض فاقدًا للوعي، يرجى اعتماد فكرة وضع الإفاقة (أي إلقائه على أي جنب بمساعدة يديك وقدميك لتجنّب انزلاق المريض، وإمالة الذقن لفتح مجرى التنفس لديه).
الأعراض الشائعة للتفاعلات الأرجية
ثمة القليل من التفاعلات الأرجية خطيرة بمستوى خطورة التأق المذكور أعلاه. عادةً تكون أعراض التفاعلات الأرجية مزعجة ولكن يمكن السيطرة عليها. فتظهر هذه الأعراض لبضع دقائق بعد تعرّض الشخص إلى مسببات الحساسية.
قد تصيب التفاعلات الأرجية مناطق مختلفة من الجسم. مثلًا:
- قد تشعر بأعراض في الأنف مثل العطاس، وانسداد الأنف أو سيلانه، وحكة في الأنف
- قد تشعر بأعراض في العين مثل احمرارها، أو حكة العين، أو عين دامعة
- قد تشعر بأعراض في التنفس مثل الأزيز، ضيق في التنفس، سعال، وانقباض في الصدر
- قد تشعر بأعراض جلدية مثل جفاف البشرة، وتشققها، واحمرارها، أو حكة في الجلد أو ظهور الطفح الجلدي الأحمر (الشرى)
- قد تشعر بأعراض هضمية مثل ألم المعدة، الشعور بالغثيان والقيء أو الإسهال
- ملاحظة انتفاخ العيون، أو الوجه، أو الشفاه، أو اللسان
مسببات الحساسية الشائعة
تتراوح التفاعلات الأرجية من شخص إلى آخر ولا يمكن ذكر كافة مسببات الحساسية، إلا أن بعض المسببات التي يعاني من الأشخاص هي التالي:
- العشب وحبوب اللقاح الخاصة بالأشجار(فتسمى حالة الحساسية ضد هذه المسببات بالتهاب الأنف الأرجي، أو حمى القش)
- عث الغبار
- شعر الحيوانات أو وبرهم
- أنواع معيّنة من الطعام (خاصة المكسّرات، والمحار، والبيض، وحليب البقر، وفواكه محددة مثل الفراولة)
- لدغات الحشرات (خاصة الدبابير والنحل)
- المواد المطاطية (مثل القفازات الوقائية، والواقيات الذكرية، وبعض قرطاسية المدرسة مثل الممحاة الموجودة على أقلام الرصاص)
- العفن
- أدوات تنظيف المنازل
- صبغات الشعر
- الأدوية، مثل مضادات الاتهاب المعينة
في حال ملاحظة الأعراض بعض بضعة دقائق من التعرض لأي من هذه المسببات، فقد تكون مصاب بالحساسية.
كيفية تشخيص الحساسية
يفضّل تحديد موعدًا لدى الطبيب في حال اعتقادك بتعرّضك أو تعرّض طفلك إلى نوبة حساسية لأي مسبب كان.
قد تختفي أعراض الحساسية في مهلة مقابلتك للطبيب، ولذلك يستحسن التقاط صور لأي طفح جلدي أو تورّم، وتسجيل ملاحظة على الفور بالأعراض التي ظهرت.
على الطبيب أن يسألك بعد معاينته عن تفاصيل الأعراض التي لاحظتها. وذلك لتحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن تفاعل تحسسي أو عن حالة صحية أخرى.
يمكن أن يطلب تحويلك إلى عيادة تحليل الحساسية في حال كانت حالتك خطيرة أو عدم وضوح ما هو المسبب الذي أدى إلى التفاعل التحسسي. فالعيادة قادرة على تحديد المادة المسببة بالحساسية وتقييم مدى خطورتها عليك، كما أنها قادرة على أن تنصحك بكيفية السيطرة على الوضع. يمكن أن تظهر التحاليل المخبرية مادة أخرى مسببة للحساسية لديك لم تتعرّض لها بعد.
في حال اعتقادك بتعرضك أو تعرض طفلك للحساسية من جراء أطعمة معيّنة، عليك اتباع نظام غذائي للتخلص من الحساسية الغذائية. يتضمن ذلك التخلص من الطعام المشتبه بتسببه للحساسية من النظام الغذائي لمدة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع، ثم معاودة تناولهم تدريجيًا مع مراقبة الأعراض. يفضّل اتباع هذا النظام الغذائي تحت إشراف أخصاء تغذية ذوي خبرة ومعتمدين.
الخطوات الأخرى
- اطلب الطوارئ فورًا في حال شعرت أو شعر من حولك بالتعرض لتفاعل تحسسي خطير (التأق) واستخدم حقنة الأدرينالين.
- في حال شعرت بتعرّضك أو تعرض طفلك للحساسية للمرة الأولى، يرجى تحديد موعدا لدى الطبيب.
- يمكن أن تختفي أعراضك في مهلة مقابلتك للطبيب، لذلك من الأفضل تدوين ملاحظات عن الأعراض والاحتفاظ بصور الطفح الجلدي.