ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
قد يختلف النظام الغذائي لكل شخص، وذلك تبعا للعديد من العوامل التي تؤثر على كيفية تناول الطعام وعلى ما نأكله. سواء كان ذلك بسبب نمط الحياة، أو التفضيلات، أو المعتقدات، أو المعرفة، أو الصحة، أو حتى المال، فإن إيجاد نظام غذائي مصمم خصيصًا لك يمكن أن يغير حياتك بالكامل.
ما هو النظام الغذائي المرن؟
هذه العبارة تعني ببساطة، أن تكون مرناً في نظامك الغذائي. لا توجد قواعد ملزمة، فالمرونة في تناول الطعام ترتبط بتناول كميات أقل من اللحوم، واختيار نظام غذائي نباتي أكثر لمساعدة البيئة ولتحسين صحتك. قد يعني اتباع نظام غذائي مرن، تطبيق نظام غذائي نباتي خلال الأسبوع وتناول بيتزا جبن دسمة في نهاية الأسبوع. أو عدم طهي اللحوم والأسماك في المنزل ولكن تناولها عند الخروج إلى المطعم لتناول العشاء.
لا يتمّ محاكمتك على النظام الغذائي، فإذا كنت تريد أن تقود نمط حياة نباتي ولكن تناولت القليل من حليب البقر في قهوتك عند نفاد حليب الصويا من المقهى الذي ترتاده (لا سمح الله!) أو إذا كنت ترغب في تناول كعكة بالكريم، فقم بذلك وامضي قدماً. يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي مرن أيضًا في تقليل أثر الكربون مقابل نظام غذائي يشمل اللحوم، إذا كنت لا ترغب في ذلك، أو لست مستعدًا، فاتبع نظام غذائي نباتي بالكامل.
ما هي فوائده؟
الصحة
من الفوائد الصحية لإتباع نظام غذائي مرن وتقليل تناولك للحوم، خاصة اللحوم الحمراء والمعالجة، هو انه يساعد في تقليل كمية الدهون المشبعة التي نتناولها. تجدر الإشارة إلى أنه كلما زاد اللون الأبيض على اللحوم الحمراء، كلما زادت نسبة الدهون التي تحتويها. لذلك عندما تقرر ما الذي يجب تناوله عند العشاء، إختر أطعمة خالية من اللحوم، أو إختر الفاصوليا أو العدس أو بديل لحم قليل الدسم مثل التوفو أو الكورن بدلاً من ذلك - أو إذا كنت تريد تناول اللحم، فاختر الديك الرومي أو الدجاج.
تقول فيكي بينينجتون، أخصائية التغذية في بوتس، إن "الأشخاص الذين يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة، بنسبة تتخطى 90 جرامًا في اليوم، يجب أن يخفضوها إلى 70 جرامًا بسبب علاقتها المحتملة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء".
لنكن صادقين، فإن إضافة المزيد من الخضروات والفاصوليا إلى نظامك الغذائي ليس أمرًا سيئًا أبدًا!
الرفق بالحيوان
قد تجعلك المرونة الغذائية أيضًا تفكر أكثر في مفهوم "من المزرعة إلى المائدة" - كيف وصلت اللحوم المحلية إلى طبقك وكيف تم إنتاجها. في حال كنت لا تزال تتناول بعض اللحوم، فقم بشراء أفضل جودة يمكنك تحمل شرائها. حاول البحث عن اللحوم المعتمدة مثل نوع مخطط Red Tractor أو شراء اللحوم العضوية أو الخالية من الدهون التي يتم مراقبتها بشكل صارم. في حال كنت تشتريها محليًا، فلا تخف من سؤال الجزار من أين جاء هذا اللحم – فإن اللحم الذي يباع لدى الجزار لا يعني أنه هو مصدره دائمًا.
البيئة
عند اتباع نظام غذائي مرن وتناول كميات أقل من اللحوم، يمكنك المساعدة في تقليل الأثر الكربوني. يبلغ حجم الأثر المائي من استهلاك الطعام (المحلي والمستورد) للفرد في اليوم حاليًا 2757 لترًا في المملكة المتحدة. يمكن أن يقلل التحول إلى نظام غذائي نباتي صحي من استهلاك المياه بنسبة 35-55٪. كما إن صناعة اللحوم تأثر بشكل سلبي أيضًا على الأمن الغذائي، والاحتباس الحراري، والتلوث، وإزالة الغابات، وتدهور الأراضي. يؤثر النظام الغذائي النباتي بشكل إيجابي على البيئة بنسبة 3 مرات أكثر من غسل ملابسك بالماء البارد وأربع مرات أكثر من إعادة التدوير!
هل تعلم: توفر تربية الحيوانات 18 ٪ فقط من السعرات الحرارية، على مستوى العالم، ولكنها تستهلك 83 ٪ من الأراضي الزراعية العالمية؟ إنه موضوع يدعو إلى التفكير والتأمل...
ماذا يعني ذلك بالنسبة لنظامي الغذائي؟
هذا يعني أنه يمكنك تخصيص نظامك الغذائي لنفسك، وتعديله ليناسب نمط حياتك. على سبيل المثال، إذا كنت تحاول توفير بعض المال، فتوقف عن شراء اللحوم خلال التسوق الأسبوعي وضع المال التي كنت ستنفقه على اللحوم في وعاء، واكتشف مقدار ما يوجد هناك في نهاية الشهر. هذا يعني أيضًا أنك ستكتشف على الأرجح أفكار جديدة للوجبات والطعام أكثر مما كنت قد فعلت سابقًا - مما يزيد من خيارات الطعام الخاصة بك!
هل ما زال بإمكاني الحصول على جميع العناصر الغذائية التي أحتاجها؟
كحال أي نظام غذائي وأسلوب حياة، يجب أن يكون النظام الغذائي المرن متنوعًا ومخططًا بشكل جيد مع احتوائه على أطعمة من كافة المجموعات الغذائية، بما في ذلك خمس حصص من الفاكهة والخضروات كل يوم، ليكون صحياً ومغذياً. لا تقلق من أنك قد تفتقر إلى البروتين عند التوقف عن تناول اللحوم، لأن الخيارات النباتية مثل الفول والعدس وفول الصويا والمكسرات هي مصادر جيدة للبروتين أيضًا. في خال كنت تقاطع أطعمة معينة من نظامك الغذائي، فتأكد من استبدالها بأخرى متشابهة من الناحية الغذائية مثل استبدال حليب البقر بحليب الصويا المدعم واللحوم بالفاصوليا والعدس، للمساعدة في الحفاظ على امتصاص الحديد. حاول البحث عن بعض الوصفات اللذيذة والتخطيط مسبقًا لما ستقوم بطهيه، مع التأكد من تضمين نظامك بخمس حصص في اليوم.
من أين أبدأ؟
اتبع وتيرة خاصة بك.
في حال كنت آكل لحوم شره، فجرّب التوقف عن تناول اللحوم أيام الاثنين في البداية. وإذا كنت نباتيًا وأحببت فكرة النظام الغذائي النباتي ولكنك لست جاهزًا بعد، فحاول استخدام البدائل طوال الأسبوع ولكن ليس في عطلة نهاية الأسبوع. إليك بعض الأفكار التي يمكنك تجربتها:
• استبدل حليب البقر ببدائل لا تحتوي على الألبان، مثل حليب فول الصويا المدعم، حليب اللوز المدعم، حليب الشوفان المدعم أو حليب جوز الهند المدعم.
• استخدم مكمّل (نصف لحم ونصف نوع آخر) أو استبدال اللحم بالعدس المطبوخ على سبيل المثال في فطيرة الراعي أو استخدام مفروم الصويا.
• استبدل اللحم بالتوفو مع البطاطا
• اختر لفائف الفول في وقت الغداء بدلاً من شطيرة اللحم
• جرّب الجبن النباتي - يمكنك دائمًا تجربة طريقة دمج نصف نباتي ونصف عادي عند تناول الجبن
إذا لم تكن تتناول الكثير من اللحوم ولكنك لن تطلق على نفسك صفة النباتي، يمكنك التوقف عن شراء اللحوم والأسماك وربما تناولها فقط عند تناول الطعام في المطعم - بالتالي يمكنك توفير المال لنفسك أيضًا. إذا كنت لا ترغب حقًا في التخلي عن اللحوم والأسماك ولكنك تريد أن تفعل شيئًا إيجابيًا للبيئة، فاختر الأسماك المستدامة وقم بشرائها محليًا بدلاً من ذلك. مهما كانت الطريقة التي تريد تكييف نظامك الغذائي وفقا لها، فلماذا لا تجرب تناول شيئًا نباتيًا كل أسبوع وتكون أكثر مرونة مع نظامك الغذائي*؟ قد تتفاجأ من النتيجة بشكل إيجابي.
* في حال كنت تعاني من حالة طبية مستمرة، يرجى استشارة أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك قبل إجراء تغييرات على نظامك الغذائي الحالي.