يمكن أن يؤثر التهاب السحايا على أي شخص، إلا أنه يكون أكثر شيوعاً لدى الرضع والأطفال والمراهقين، والبالغين صغار السن. ومن الضروري أن يتم تشخيص التهاب السحايا في مراحله المبكرة التي يكون فيها أكثر قابلية للعلاج، وقبل أن ظهور أية مضاعفات.
ما هو التهاب السحايا؟
التهاب السحايا هو عدوى الأغشية الرقيقة التي تحمي الدماغ التي تعرف باسم السحايا، والحبل الشوكي. ويمكن أن تؤثر أية عدوى لا يتم علاجها في الوقت المناسب على الدماغ، ما قد يلحق ضرراً طويل الأمد للدماغ، تضرر البشرة، إصابات تستدعي البتر، وأحيانا يؤدي إلى الوفاة.
وهناك العديد من الأسباب المختلفة لالتهاب السحايا، إلا أن السبب الأكثر شيوعاً هو العدوى البكتيرية والفيروسية. ويتطلب تحديد نوع العدوى إجراء فحوصات طبية لمعرفة إذا ما كان السبب فيروساً أو بكتيريا.
التهاب السحايا الفيروسي هو عادة النوع الأخف وطأة من أنواع التهاب السحايا البكتيري، لكنه الأكثر شيوعاً. وعادة ما يشفى من تلقاء نفسه خلال 7 إلى 10 أيام. وهناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا، ومن ضمن هذه الفيروسات؛ فيروس الجديري المائي، وفيروس الحصبة، وفيروس الإنفلونزا.
عادة ما يتطلب التهاب السحايا العلاج ودخول المستشفى.
ما هي أعراض التهاب السحايا؟
ليس بالضرورة أن تظهر الأعراض التالية في معظم حالات التهاب السحايا. يمكن ألا يظهر الطفح الجلدي المصاحب لالتهاب السحايا، أو قد يذبل بالضغط في المراحل المبكرة. عليك الوثوق بحدسك وطلب المساعدة الطبية على الفور، إذا كان لديك شك في إصابتك أو إصابة طفلك بالتهاب السحايا.
الطفح الجلدي المصاحب لالتهاب السحايا
ظهور الطفح الجلدي العادي هو عرض شائع لالتهاب السحايا، إلا أنه لا يظهر دائماً. وعادة ما يبدأ بنقط حمراء تظهر في أماكن متفرقة. وينتشر هذا الطفح الجلدي سريعاً مع تجمع تلك النقط، لتشكل بقع كبيرة حمراء أو أرجوانية اللون. وبالضغط بإحكام على هذا الطفح، بأحد جوانب كوب زجاجي، لا تختفي البقع.
وتشمل الأعراض المبكرة لالتهاب السحايا:
- شحوب أو زرقان الشفاه
- برودة اليدين والقدمين، حتى مع ارتفاع حرارة الطفل
- حمى
- ألم حول الرجلين – يدفع الطفل لرفض المشي
- يبدو الطفل هزيلاً ومريضاً
أعراض أخرى مثل:
- صداع حاد
- صعوبة حني الرقبة – تيبس الرقبة
- يصبح النظر إلى الضوء مؤلماً
- بكاء مفرط
- قيء
- فقدان الشهية
- الخمول
- تسارع النفس
- شحوب وتلطخ البشرة
- نوبات تشنج
إن لم يتم علاج التهاب السحايا سريعاً، يمكن أن تبدأ أعراض أخرى في الظهور، مثل نوبات التشنج، وفقدان الوعي، وفقدان الطاقة، أو فقدان الأعصاب المختلفة قدرتها على الإحساس.
ماذا علي أن أفعل إذا اشتبهت في إصابة طفلي بالتهاب السحايا؟
في معظم الحالات، يستغرق تطور الأعراض عدة ساعات إلى عدة أيام. إذا كنت تشتبهين في إصابة طفلك بالتهاب السحايا، يتحتم عليك التحرك على الفور، وعدم انتظار ظهور الطفح الجلدي، بل اطلبي المساعدة الطبية في الحال.
ما هو علاج التهاب السحايا؟
تتوقف الإجابة عن هذا السؤال على سبب التهاب السحايا. قد يقوم الأطباء بعمل ثقب في المنطقة القطنية، ليحصلوا من خلاله على بعض القطرات من سائل الحبل الشوكي، وإرسال الخزعة إلى المختبر. وسوف يحرص الطاقم الطبي على توفير أقصى راحة لطفلك قدر المستطاع، طوال فترة الإجراء الذي يستغرق فقط عدة دقائق. من شأن هذا الفحص تمكين الأطباء من تحديد سبب التهاب السحايا لدى طفلك، وتحديد كيفية علاجه.
إذا كان المسبب عدوى بكتيرية، سوف يتم إعطاء طفلك المضادات الحيوية، غالباً عن طريق الوريد. قد تلاحظين أن الممرضين أو الأطباء يقومون بحقن طفلك بالمضادات الحيوية بمجرد رؤيته، وحتى قبل إجراء أية تحاليل. وسوف يقومون بذلك إذا كانوا يشتبهون في إصابة طفلك بالتهاب السحايا البكتيري. ومن شأن هذا الإجراء توفير الوقت، ومنح طفلك العلاج في أسرع وقت.
علاجات أخرى قد تشمل:
- تعليق محلول منقط لتجنب حدوث الجفاف
- إعطاء طفلك المسكنات لتخفيف الصداع وآلام الظهر
- إعطاء طفلك الستيرويدات لتخفيف الالتهاب
- مد الطفل بالأكسجين عبر قناع الوجع
لا تعطى الأدوية عادة لعلاج التهاب السحايا الفيروسي، لأن الجسم عادة ما يكون قادراً على مكافحة العدوى من نفسه. ومع ذلك، عادة ما يتك إعطاء المسكنات وسوائل ترطيب الجسم، والأدوية لخفض ارتفاع الحرارة، وتخفيف حدة الأعراض.
ما هي مضاعفات التهاب السحايا؟
يتعافى معظم الناس من التهاب السحايا بشكل تام، لكن أحياناً تحدث بعض المضاعفات، خاصة إن لم يتم علاجه بسرعة. لهذا السبب، تعتبر المساعدة الطبية السريعة تحرك بالغ الأهمية إذا كنت تظنين أن أعراض التهاب السحايا بدأت تظهر على طفلك. ومن المضاعفات طويلة المدى المرتبطة بعدوى التهاب السحايا البكتيرية:
- تلف الأعصاب الدائم، ما يعني صعوبة استخدام العضو المتضرر، كالرجلين.
- في حالة تعرض الأطراف للضرر الشديد، كالذراعين والرجلين، قد يتحتم بتر أي منها.
- تلف الدماغ الدائم، الذي يؤدي إلى صعوبات في التعلم.
- تلف الكلية والغدة الكظرية
- فقدان السمع
- الصرع
أما التهاب السحايا الفيروسي، فاحتمال حدوث المضاعفات يكون أقل بكثير.
كيف يمكن أن يصاب طفلي بالتهاب السحايا؟
قد يكون بعض الناس حاملين للعدوى، وينقلون الفيروس أو البكتيريا التي تسبب التهاب السحايا في أنوفهم، أو حناجرهم، دون أن تظهر عليهم أعراض المرض.
وعندما يعطس أو يكح مريض التهاب السحايا، ينقذف الرذاذ الحامل لجرثومة التهاب السحايا في الهواء. وفي النهاية تستقر قطرات هذا الرذاذ على الأسطح، حيث تستطيع الجراثيم البقاء حية لعدة ساعات. ويتطور التهابا السحايا بعد استنشاق قطرات الرذاذ الحاملة للعدوى، أو لمس الأسطح الملوثة بها.
ويعرضك التواجد في محيط شخص مريض بالتهاب السحايا، أو يعرض طفلك إلى خطر الإصابة بالعدوى. ومع ذلك، يتطلب الأمر ساعات من الاختلاط المباشر بهؤلاء المرضى قبل أن تصبح عرضة لالتقاط عدوى التهاب السحايا.
كيف يمكنني تجنب التهاب السحايا؟
لحسن الحظ، تتوفر في أيامنا هذه العديد من اللقاحات التي تساعد في الوقاية من العديد من مسببات التهاب السحايا الأكثر شيوعاً. راجعي طبيب طفلك، إن لم تكوني على يقين من تلقي طفلك جميع التطعيمات الروتينية.
لقاح النوع B من التهاب السحايا
يوفر الوقاية من المكورات السحائية من النوع B، وهي من المسببات الشائعة لالتهاب السحايا لدى الأطفال الصغار. ويعطى هذا اللقاح للرضع بعمر 8 أسابيع، مع جرعة تقوية عند عمر 16 أسبوع، ثم عمر عام واحد.
اللقاح 6 في 1
يعطى للرضع على ثلاث مراحل منفصلة. ويوفر هذا اللقاح الوقاية من المستدمية النزلية من النوع B التي تسبب التهاب السحايا.
لقاح المكورة الرئوية
ويوفر الوقاية من العقدية الرئوية التي قد تسبب عدوى خطيرة، مثل التهاب السحايا. وتعطى للرضع عند عمر 8 أسابيع، ثم 16 أسبوع، ثم عند عمر عام واحد.
لقاح المستدمية النزلية من النوع B والتهاب السحايا من النوع C
ويوفر هذا اللقاح وقاية من المستدمية النزلية ونوع من البكتيريا يسمى المكورات السحائية من النوع C، التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا. ويعطى هذا اللقاح للرضع بعمر عام واحد.
التهاب السحايا من النوع A وC وW وY
ويوفر الوقاية من أربعة أنواع من البكتيريا التي يمكن ان تسبب التهاب السحايا: المكورات السحائية من النوع A وC وW وY. ويعطى هذا اللقاح للمراهقين الصغار، أو للشباب الصغار بعمر 16 إلى 18 عاماً.
لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية
يساعد في الوقاية من فيروسات النكاف والحصبة والحصبة الألمانية، التي يمكن جميعها أن تؤدي إلى التهاب السحايا. ويعطى هذا اللقاح للأطفال بعمر عام واحد، ثم مرة أخرى بعمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر.
إجراءات وقائية أخرى:
- غسل اليدين بشكل متكرر
- غسل اليدين قبل لمس الطعام وبعد استخدام الحمام
- تجنب لمس الوجه
- تجنب مشاركة فرش الأسنان وأدوات المائدة والطعام
الخطوات التالية
- عليك الوثوق بحدسك وطلب المساعدة الطبية على الفور، إذا كان لديك شك في إصابتك أو إصابة طفلك بالتهاب السحايا، وعدم انتظار ظهور الطفح الجلدي.
- إذا كنت تظنين أن طفلك مريض بشدة، قومي باصطحابه لأقرب قسم طوارئ طبية، أو اتصلي على 999 لطلب سيارة الإسعاف.
- إن لم تكوني متأكدة من خطورة المرض، اتصلي بطبيبك
- احمي طفلك من التهاب السحايا وغيره من الأمراض الخطيرة الأخرى بالحرص على تلقيه التطعيمات أولاً بأول.