إن انقطاع الطمث هو تلك الفترة م حياة المرأة، التي تقل فيها دوراتها الشهرية، ثم تتوقف تدريجياً. وهي جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، يبدأ عندما لا تعود المبايض تنتج البويضات كل شهر. وعندما يحدث هذا، تتوقف المبايض أيضاً عن إفراز هورمون الجنس، وهو الأستروجين.
وعادة ما تكون هذه العملية تدريجية، تستغرق أشهر أو حتى سنوات، إلا إن التوقف المفاجئ للدورة الشهرية هو أمر وارد. وعادة ما تدخل النساء مرحلة انقطاع الطمث بين سن 45 و55، وأحيانا قبل هذا العمر. ومتوسط عمر النساء اللاتي يختبرن مرحلة انقطاع الطمث في المملكة المتحدة هو 51 سنة.
كيف تعرفين إذا ما كنتِ تمرين بمرحلة انقطاع الطمث؟
كحال جميع النساء، سوف تلاحظين تغيرات على الدورة الشهرية خلال انقطاع الطمث، حيث تصبح أقل حدوثاً، أو غير منتظمة. كما يمكن أن تكون خفيفة أو غزيرة على غير المعتاد، وفي النهاية تتوقف.
وبالنسبة لبعض النساء، تمر فترة انقطاع الطمث دون مشاكل، لكن 8 من كل 10 نساء يختبرن واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- الهبات الساخنة – وهي شعور مفاجئ بالحرارة، يكون عادة في الجزء العلوي من الجسم – أو نوبات التعرق الليلية
- عدم القدرة على النوم، ما يؤدي إلى الإرهاق، والشعور بعدم الراحة
- تقلبات الحالة المزاجية أو الاكتئاب
- انخفاض الرغبة الجنسية
- ظهور مشاكل الذاكرة والتركيز
- جفاف أو ألم أو حكة أو الشعور بعدم الراحة في المهبل أثناء العلاقة الجنسية
- الصداع
- الخفقان (تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب غير المعتاد)
- تيبس المفاصل وألم العضلات
- عدوى متكررة في مجرى البول، مثل التهاب المثانة
- جفاف وحكة البشرة
- دوار خفيف
- تحسس الثدي أو انكماش طفيف في الثدي
·من الجدير بالذكر أن أياً من هذه الأعراض يمكن أن يكون سببها عوامل أخرى غير انقطاع الطمث، لذا من الأفضل أن تستشيري طبيبك إذا كان لديك أية مخاوف، أو إذا كان لديك أعراض انقطاع الطمث قبل سن 45. قد يتمكن طبيبك من تحديد ما إذا كنت قد بدأت مرحلة انقطاع الطمث بناءً على الأعراض التي تعانين منها. قد يطلب أيضاً بعض اختبارات الدم لقياس مستويات الهرمون لديك.
إذا كنتِ تعانين من حالة مزاجية مثقلة أو تشعرين عموماً بالسلبية أو القلق، يمكنك تجربة بعض تدابير المساعدة الذاتية. قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والحصول على الكثير من الراحة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وأنشطة الاسترخاء مثل اليوجا في تخفيف بعض هذه الأعراض. قد يكون طبيبك قادراً أيضاً على المساعدة. هذه الأعراض المزاجية غير شائعة لدى النساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث، وتتوفر علاجات مختلفة، تشمل الأدوية، بالإضافة إلى العديد من "العلاجات الحوارية" مثل العلاج السلوكي المعرفي. يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب أيضًا إذا تم تشخيصك بالاكتئاب.
كم تستمر عملية انقطاع الطمث؟
تنقسم عملية انقطاع الطمث إلى ثلاث مراحل مختلفة:
- بداية انقطاع الطمث: وهي الفترة التي تبدأ فيها أعراض انقطاع الطمث في الظهور وحتى آخر دورة شهرية. قد تستغرق هذه المرحلة أشهر أو سنوات، وقد تحدث بشكل فوري أيضاً.
- انقطاع الطمث: يعتقد الكثير منا أن بداية انقطاع الطمث هي "انقطاع الطمث نفسه"، لكن في الحقيقة هي الوقت الذي تحدث فيه آخر دورة شهرية.
- ما بعد انقطاع الطمث: وهو الوقت الذي يعقب آخر دورة شهرية. ويمكن معرفته عند مضي أكثر من 12 شهراً دون حدوث أية دورات شهرية.
انقطاع الطمث المبكر
إذا وصلتِ إلى انقطاع الطمث قبل سن 45، يكون هذا ما يعرف بانقطاع الطمث المبكر. أو فشل المبيض المبكر. ويمكن أن ينتج عن العديد من العوامل، مثل:
- حالات المناعة الذاتية، مثل قصور الغدة الدرقية (كسل في الغدة الدرقية)
- عدوى مثل السل والملاريا والنكاف (رغم أن هذه العدوى نادراً ما تسبب فشل المبيض المبكر)
- الجراحة – في حالة استئصال المبايض (بسبب سرطان المبيض، أو تكيسات المبايض مثلاً)، ويتبع ذلك دائماً انقطاع الطمث (المعروف باسم انقطاع الطمث الجراحي)، بغض النظر عن العمر
- علاج السرطان مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي
- اضطراب الكروموسومات، مثل متلازمة داون ومتلازمة ترنر
ويمكن أن يساعدك طبيبك في التعامل مع انقطاع الطمث المبكر. أحياناً يمكن أن تظن بعض النساء خطاً أن عدم حدوث الدورة الشهرية هو عرض من أعراض انقطاع الطمث، في حين أنه يكون في الواقع نتيجة حمل غير مخطط له. لذا، فإن فكرة إجراء اختبار الحمل تعد فكرة جيدة في حالة عدم حدوث الدورة بشكل مفاجئ، في ظل احتمال حدوث حمل.
ماذا بعد انقطاع الطمث؟
بالإضافة إلى توقف الدورة الشهرية، قد تطرأ على الجسم تغيرات أخرى. يمكن أن يؤثر انخفاض مستوى هرمون الأستروجين على كثافة عظامك، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بهشاشة العظام، لذلك تحدثي مع طبيبك لمعرفة ما يمكنك القيام به لتجنب حدوث ذلك.
قد تستمر بعض النساء أيضاً في مواجهة الهبات الساخنة والتعرق الليلي حتى في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
كيف يمكنني التعامل مع أعراض انقطاع الطمث؟
غالباً ما يكون من الممكن التحكم في بعض الأعراض – مثل التعب والهبات الساخنة وضعف العظام – من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، بما في ذلك تمارين القوة، وتناول الطعام الصحي. كما يساعد الحفاظ على وزنك المثالي في تعزيز مستويات طاقتك، بالإضافة إلى تقليل الضغط على القلب والعظام. تعد ممارسة الأنشطة القصيرة المكثفة كجزء من روتينك اليومي (على سبيل المثال؛ عن طريق صعود السلالم بدلاً من المصعد، أو المشي لمسافات قصيرة بدلاً من القيادة) طرقاً جيدة لإدخال القليل من التمرين على يومك إن لم يكن هناك مجال لتخصيص وقت للتمارين. إذا كنتِ قادرة على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بين الحين والآخر، يمكن أن يساعد تدريب الأوزان في الحفاظ على كثافة العظام. يجب أن يكون متوسط مدة التمرين 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل، مثل المشي السريع، أو 75 دقيقة للنشاط المكثف، مثل التمارين الرياضية الهوائية (الإيروبيكس) أو السباحة السريعة، في الأسبوع. يجب أن تحاولي أيضاً إدخال تمارين القوة العضلية على جدول تمارينك ليومين أو أكثر من الأسبوع.
كما يمكن أيضاً أن تساعد الاقتراحات التالية في تقليل احتمالات تعرضك لهشاشة العظام
- احرصي على الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D، حيث إن كليهما ضروري لصحة العظام. ومن ضمن مصادر الكالسيوم؛ منتجات الألبان، والخضر، والمكسرات. ويحتاج امتصاص الكالسيوم إلى فيتامين D، الذي يمكنك الحصول عليه من أشعة الشمس، وزيت السمك، والبيض، واللحوم الحمراء. كما ينصح بتناول مكملات غذائية يومية. وينصح الحكومة الجميع بتناول مكملات غذائية يومية تحتوي على 10 مايكروغرامات من فيتامين D خلال موسمي الخريف والشتاء، حيث تكون أشعة الشمس أضعف من أن ترفع مستويات فيتامين D في الجسم.
- احرصي أيضاً على اتباع نظام ’5 كل يوم‘ وهو نظام يقوم على الحصول على 5 حصص يومية من الفواكه والخضروات، التي تعد مصادر أساسية للفيتامينات والمعادن، والتي تعد جزء أساسي من النظام الغذائي المتوازن المتنوع. ويمكنك إضافة الفواكه إلى وجبة الحبوب، وطبق جانبي من السلطة إلى وجبة غدائك، كطريقة سهلة للحصول على حصصك اليومية من العناصر الغذائية الأساسية.
- الحد من كميات الدهون المشبعة والسكر والملح للحفاظ على وزن مثالي.
- الحد من تناول المشروبات الكحولية، والالتزام بالتوجيهات الحكومية فيما يتعلق بمعدل استهلاك الكحول – ما يعني عدم تناول ما يزيد على 14 وحدة أسبوعياً.
- وأخيراً، إذا كنتِ تدخنين، فقد حان وقت الإقلاع عن التدخين – من أجل صحتك بشكل عام، وللحد من خطر هشاشة العظام الذي يزداد بعد انقطاع الطمث. يمكن للصيدلاني إسداء بعض النصائح إليك، حول كيفية القيام بذلك.
العلاج بالهورمون البديل
إن العلاج بالهورمون البديل هو أحد العلاجات الأكثر شيوعاً لأعراض انقطاع الطمث؛ وهو علاج يحل محل الهورمونات التي تبدأ مستوياتها في الانخفاض خلال فترة انقطاع الطمث. وبعد وصفها من قبل طبيبك، يمكن أن يساعدك علاج الهورمون البديل على تحفيف العديد من الأعراض، مثل؛ الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلب الحالة المزاجية، وجفاف المهبل، وضعف الرغبة الجنسية. كما يمكن أيضاً أن يساعد في منع هشاشة العظام.
ورغم أن علاج الهورمون البديل يكون مفيد للغاية، إلا أنه علاج معقد أيضاً وله آثار جانبية. لذا، فإن طبيبك هو أفضل من يمكنك مناقشة هذا الخيار معه، وسوف يساعدك في اتخاذ القرار الأمثل لكِ.
الخطوات التالية
- لتتمكني من التأقلم مع هذا التغير الحياتي، يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين بشكل منتظم.
- إذا كنتِ تدخنين حالياً، يجب عليك الإقلاع عن التدخين – أو على الأقل تقليل معدل التدخين. يمكن أن يساعدك الصيدلاني في تحقيق ذلك.
- قومي بزيارة طبيبك إذا كان من الصعب عليك التعامل مع أعراض انقطاع الطمث، أو إذا ظهرت لديك أعراض انقطاع الطمث قبل سن 45.