اكتئاب ما بعد الولادة: الصحة النفسية للأمهات الجديدات

تكون الأشهر الأولى من الأمومة جارفة... لكن إذا كانت السلبيات أكثر من الإيجابيات – كما كان الحال مع روبين وايلدر – فمن الضروري عدم تجاهل مشاعرك والتحدث إلى أحد الخبراء

baby

قصة روبين

تقول روبين: "طفلي البالغ عامين، هيربي، هو ولد شقي أجعد الشعر، ذا ابتسامة لئيمة، ويجعلني أضحك كل يوم. لكن عندما كان رضيع حديث الولادة، كانت الحياة مختلفة. كانت بشرته مغطاة بالإكزيما، وكان يبكي طوال الليل، ويتذمر طوال النهار، إلا عندما كان يشعر بالتسلية. ولم يكن هيربي من الأطفال الذين يهدئون في السرير الهزاز، بينما تستحمين أو تنجزين أعمال المنزل. لذا، أمضيت الأشهر الأولى من أمومتي في منزل غير نظيف ودون استحمام لفترات طويلة."

"وقيل لي أن سلوكه كان يعزى جزئياً إلى صدمة الولادة – لكن أنا أيضاً كنت أعاني. وكانت تستحضرني ومضات من مشاهد المخاض، وكنت أتخيل حوادث يسقط فيها طفلي - كأن دوامة الأمومة العاطفية والجسدية لم تكن كافية. تلاشت ثقتي بنفسي، وكنت مقتنعة أنني أم فظيعة، لدرجة أن ابني كان يفضل أي حد علي. كنت أنوح كل يوم."

"وما زاد الطين بلة، كنا قد انتقلنا أنا وزوجي إلى مدينة جديدة، فكان لدي عائلة صغيرة، ولم يكن لدي أصدقاء بالقرب مني ليساعدوني. فانغلقت على نفسي وبالتالي أصبحت لاجئة لدة قناة نتفليكس. مضت شهور، كنت وحدي مع طفلي والدراما الاسكندنافية الحزينة التي – دون عجب – لم ترفع من روحي المعنوية."

" وافترضت أن هذا هو كل الموضوع – حالة مزاجية سيئة، إلى أن أفصحت عن مشاعري للقابلة والزائر الصحي والممارس العام، وأتى التشخيص: اكتئاب ما بعد الولادة، واضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن الولادة. وبحسب الكلية الملكية للأطباء النفسيين، واحدة من أصل 5 أمهات سوف تختبر نوع من تحديات الصحة النفسية، وأكثر من واحدة من أصل 10 أمهات سوف تصاب باكتئاب ما بعد الولادة."

لا تتجاهلي ما تشعرين به

"وتشمل التحديات النفسية لفترة قبيل الولادة وما بعدها (التي تؤثر على الحوامل والأمهات الجديدات)، القلق، الوسواس القهري، وغيرها. ويقول دكتور أمان دراني من الكلية الملكية للأطباء النفسيين أن السر في منع الأمور من الخروج عن السيطرة يكمن في عدم تجاهل الأعراض. ويضيف: ’تتنكر أعراض مشاكل الصحة النفسية لفترة قبيل الولادة وما بعدها في شكل مشاعر القلق الشائعة التي تسببها اضطراب الهورمونات، والتغير الكبير الآتي. لكن يجب أن تتحدثي إلى طبيبك. إذا كانت لديك القابلية للتحدث، يمكن أن يدعمك أخصائيو الرعاية الصحية بالمشورة والنصح، والأدوية الآمنة للحمل والرضاعة.‘"

كيف تستعيدين ثقتك بنفسك

"أنا دليل حي على أن التحدث عن مشاكلك النفسية يجدي نفعاً. أدى تشخيصي إلى الحصول على المشورة، والعلاج، وتكوين مجموعة من الأمهات (نعم، حقاً!) اللاتي يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة. وساعدني العلاج في الخروج من شرنقة التلفاز، ومنحني متنفساً، بينما كان هيربي يذهب إلى الحضانة. وتدريجياً جعلني أدرك أنني مازلت بشراً، ولست مجرد راعية طفل، وأنني أقوم بعمل جيد. ساعد ذلك في استعادتي لثقتي، وهدأ من أفكار الهلع التي كانت تضج في رأسي."

"واليوم، أنا أم عاملة لولدين صحيحين وسعيدين، وأتمتع بخبرة تجارب عديدة. ولا، مزاجي ليس دائماً مبهجاً، لكن الآن قد تفتحت عيناي لترى الأمر، ولدي خطط جاهزة للتعافي، إن شعرت بالضعف أبداً. وأعلم من تجربتي أنني سوف أعبر إلى بر الأمان بسلام مجدداً."

أين تتوجهين للحصول على المساعدة

تحدثي إلى أحد المتخصصين

لا يقتصر مقدور زائرك الصحي، القابلة، الصيدلاني المحلي، أو الممارس العام، فقط على إعطائك النصائح لمواجهة المشاكل الصحية التي تقابلين، بل يمكنهم أيضاً تقديم الإرشاد فيما يتعلق بالوجهة الصحيحة للحصول على الدعم الذي تحتاجينه.

أحصلي على الدعم عبر الإنترنت

تقدم الجمعيات الخيرية مثل Best Beginnings النصائح والتطبيقات والأدوات التفاعلية عبر موقعها لمساعدة الآباء. وتغطي المساعدة التي تقدمها جمعية Best Beginnings الفترة منذ التلقيح، وحتى بلوغ طفلك عمر 3 أعوام.